تُعرف إسبانيا بوفرة بساتين البرتقال ونضارة فواكهها الحمضية، خصوصًا في مناطق مثل إشبيلية وفالنسيا والأندلس. ولكن إلى جانب الحقول الزراعية، تنتشر أشجار البرتقال كزينة في الشوارع العامة داخل المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد. تضيف هذه الأشجار جمالاً ورونقًا خاصًا للمناطق الحضرية، خاصةً خلال فصل الربيع عندما تفوح رائحة زهورها العطرة. ومع ذلك، عندما تنضج الثمار وتسقط، يصبح جمع البرتقال وإدارته مسؤولية الحكومة المحلية.
لماذا يتم جمع البرتقال من الشوارع العامة؟
منع المخاطر
يمكن أن تسبب ثمار البرتقال المتساقطة أسطحًا زلقة على الأرصفة والطرق، مما يزيد من خطر وقوع الحوادث للمشاة والمركبات.
الحفاظ على النظافة
تراكم البرتقال قد يؤدي إلى تعفنه، مما يسبب روائح كريهة ويجذب الحشرات والقوارض.
الحفاظ على جمال الشوارع
إزالة البرتقال المتساقط يساعد في الحفاظ على جاذبية الشوارع ونظافتها.
استغلال الموارد
بدلاً من ترك الفاكهة تُهدر، تُعاد استخدام البرتقال الذي يتم جمعه بطرق مفيدة.
كيف تتم عملية الجمع؟
توقيت موسمي
تُجرى عمليات الجمع عادةً في أواخر الشتاء وبداية الربيع، عندما تنضج الثمار وتبدأ بالسقوط.
استخدام معدات متخصصة
يستخدم عمال البلدية أدوات ومركبات متخصصة، مثل المكانس الكهربائية والشاحنات الصغيرة، لجمع الثمار بكفاءة من الشوارع والأرصفة.
التنسيق مع السكان
في بعض الأحيان، تُبلغ السلطات المحلية السكان مسبقًا لضمان عدم عرقلة السيارات المتوقفة أو العوائق لعملية الجمع.
الفرز والتخلص
يتم فرز البرتقال المُجمع ونقله إلى منشآت مخصصة لإعادة التدوير أو التخلص منه.
ماذا يحدث للبرتقال المُجمع؟
إنتاج الغاز الحيوي
في مدن مثل إشبيلية، يُستخدم البرتقال المُجمع في إنتاج الغاز الحيوي، وهو مصدر طاقة متجدد. تُعالج الفاكهة في محطات الهضم اللاهوائي لتوليد الكهرباء التي تُستخدم لتشغيل المباني والمنشآت البلدية.
التسميد العضوي
يتم تحويل بعض البرتقال إلى سماد عضوي يُستخدم لتحسين التربة في الحدائق العامة والمتنزهات.
الاستخدامات الصناعية
تُستخدم الثمار أحيانًا في تصنيع منتجات غير غذائية، مثل المنظفات الطبيعية والزيوت وأعلاف الحيوانات.
الأبحاث والابتكار
غالبًا ما تتعاون الجامعات والمنظمات البيئية مع البلديات لاستكشاف طرق مبتكرة لإعادة تدوير البرتقال بشكل مستدام.
لماذا لا يُستخدم البرتقال للأكل؟
رغم أن البرتقال في الشوارع يبدو جاذبًا، إلا أنه عادةً غير مناسب للاستهلاك البشري بسبب عدة عوامل:
الطعم المر
معظم البرتقال المزروع في الشوارع من نوع البرتقال المر (مثل برتقال إشبيلية)، وهو غير صالح للأكل مباشرةً ويُستخدم عادةً لصنع المربى أو لأغراض صناعية.
التعرض للتلوث
نظرًا لوجوده في بيئة حضرية، يتعرض البرتقال للغبار والملوثات والمواد الكيميائية.
مخاوف السلامة
قد تكون الثمار الساقطة ملوثة أو محملة بالبكتيريا، مما يجعلها غير آمنة للأكل دون معالجة مكثفة.
الأهمية الثقافية والبيئية
الهوية الثقافية
البرتقال، خاصة في مدن مثل إشبيلية، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية والتاريخ المحلي. وقد أُدخلت أشجار البرتقال إلى إسبانيا منذ قرون خلال فترة الحكم الإسلامي، وأصبحت رمزًا للمنطقة.
الفوائد البيئية
تُسهم أشجار البرتقال الحضرية في تحسين جودة الهواء من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، كما توفر الظل وتُقلل من تأثير الجزر الحرارية الحضرية.
جمع البرتقال من شوارع إسبانيا هو ممارسة فريدة تُبرز النهج المبتكر للإدارة الحضرية والاستدامة. من خلال إعادة تدوير الفاكهة لإنتاج الطاقة أو الأسمدة أو لأغراض أخرى، تضمن الحكومة الاستفادة من الموارد الطبيعية مع الحفاظ على نظافة المدن وجمالها. هذه المبادرة لا تحافظ فقط على التراث الثقافي المرتبط بأشجار البرتقال، ولكنها أيضًا تعكس التزام إسبانيا بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
![]() | ![]() | ![]() |