قد يبدو الأمر غريبًا أو ترفيهيًا، لكن هناك بعض الحيوانات، خصوصًا الأنواع القابلة للتدريب مثل الكلاب وبعض أنواع القرود، تم تعليمها على أداء مهام بسيطة تتعلق بقيادة المركبات ضمن بيئات خاضعة للرقابة. غالبًا ما تهدف البرامج التدريبية التي تشمل الحيوانات وقيادة المركبات إلى فهم ذكاء الحيوانات، وزيادة الوعي بمعاملة الحيوانات بطريقة إنسانية.
تدريب الكلاب على القيادة
في عام 2012، قامت جمعية حماية الحيوانات (SPCA) في نيوزيلندا بتدريب ثلاثة كلاب إنقاذ، هي بورتر ومونتي وجيني، على قيادة سيارة معدّلة، وذلك كجزء من حملة لزيادة الوعي حول ذكاء الكلاب القابلة للتبني من الملاجئ. تم تصميم السيارات خصيصًا بحيث يمكن للكلاب الضغط على الدواسات والتحكم بعجلة القيادة والتنقل عبر مسار قصير. كان الهدف من هذه المبادرة هو تسليط الضوء على إمكانيات الكلاب من الملاجئ، وإثبات أن الحيوانات الأليفة المُهملة يمكن أن تكون ذكية وقابلة للتدريب.
تدريب القرود في البيئات المراقبة
في بعض الحالات، تقوم مراكز الأبحاث بتدريب القرود على قيادة مركبات مبسطة لأغراض علمية، خاصةً في مجالات علم الإدراك والدراسات السلوكية. على سبيل المثال، معهد بحوث الرئيسيات في كيوتو، اليابان، قام بدراسة ردود أفعال القرود في مواقف محاكاة القيادة، وقدمت هذه الأبحاث رؤى مهمة حول القدرات المعرفية للقرود ومهاراتها في حل المشكلات. بالطبع، تجرى هذه الدراسات في بيئات مغلقة خاضعة للرقابة مع ضمانات سلامة مشددة للحفاظ على سلامة الحيوانات.
تقنيات التدريب والمدارس
تستخدم برامج التدريب، مثل مبادرة SPCA، أساليب التدريب بالضغط (clicker training) والتعزيز الإيجابي لتشجيع الحيوانات على كل خطوة ناجحة نحو التحكم في المركبة. يبدأ التدريب عادةً بمهام بسيطة، مثل الضغط على الدواسات أو تدوير عجلة القيادة في مركبة ثابتة، ثم يتم تدريجياً تعريف الحيوان على بيئة الحركة.
الاعتبارات الأخلاقية ورفاهية الحيوانات
يعتبر تدريب الحيوانات على مهام معقدة مثل هذه أمرًا نادرًا ويتم ضمن بيئات مراقبة ووفقًا لمعايير أخلاقية. تضع المؤسسات التي تشارك في هذه الأنشطة رفاهية الحيوانات في المقام الأول، وتستخدم هذه الأنشطة كوسيلة فريدة للتوعية والتعليم بدلًا من كونها ممارسات دائمة.
تأثيرها على الجمهور والإعلام
تجذب هذه البرامج اهتمام الجمهور وتسلط الضوء على ذكاء الحيوانات، ما يلهم الجمهور لدعم إنقاذ الحيوانات ورعايتها، ويعزز من فهمنا لمهاراتها الإدراكية. انتشار هذه التجارب الفريدة عبر وسائل الإعلام ساهم في رفع الوعي حول إدراك الحيوانات وذكائها وإمكانياتها، وأهمية الرفق بالحيوانات وتقديم الرعاية المناسبة لها.