في العاشر من ديسمبر 2025، حققت مصر إنجازاً محورياً في مسيرتها نحو الفضاء مع الإطلاق الناجح للقمر الصناعي SPNEX. تم الإطلاق على متن صاروخ حامل صيني من طراز "Lijian-1 Y11"، ويمثل هذا القمر المهمة رقم 15 في تاريخ عمليات نشر الأقمار الصناعية المصرية، كما يعد دليلاً قوياً على الاستقلالية المتزايدة للدولة في مجالات تصنيع وأبحاث الفضاء.
المهمة والأهداف الرئيسية
تم تطوير القمر الصناعي SPNEX من خلال شراكة بين وكالة الفضاء المصرية (EgSA) وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (ASRT). ويهدف المشروع إلى تحقيق هدفين علميين أساسيين خلال فترة تشغيله المخطط لها ولمدة عامين:
رصد المناخ: تتبع الآثار الملموسة لتغير المناخ لتوفير بيانات بيئية محلية دقيقة.
أبحاث الأيونوسفير: دراسة التغيرات في طبقة الأيونوسفير للأرض وسلوك البلازما لتحسين الاتصالات والفهم الجوي.
ومن خلال إنتاج بيانات عالية الدقة خاصة بها، تعمل مصر بشكل كبير على تقليل اعتمادها التاريخي على مصادر المعلومات الأجنبية.
المواصفات الفنية والتطوير المحلي
يسلط مشروع SPNEX الضوء على انتقال مصر من مجرد "مشغل" للأقمار الصناعية إلى "مصنّع" لها. وتشمل التفاصيل الفنية الرئيسية ما يلي:
الميزة | الوصف |
|---|---|
الحمولة الأولى | نظام تشخيص البلازما لدراسة طبقة الأيونوسفير. |
الحمولة الثانية | نظام مراقبة الأرض بدقة تصوير بانكروماتية تصل إلى 10 أمتار. |
التطبيقات | إدارة الكوارث، تقييم الموارد، وتتبع التغيرات البيئية. |
التصنيع | تم التجميع والاختبار في مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية (AIT) المحلي في مصر. |
يأتي هذا المشروع امتداداً لنجاح القمر الصناعي "NEXSAT-1" الذي أُطلق عام 2024، مما يمثل جهداً استراتيجياً لتوطين عملية التصميم والتجميع بالكامل.
تفاصيل عملية الإطلاق
تمت عملية الإطلاق من منطقة دونغ فنغ لابتكار الفضاء التجاري في الصين. ونجح الصاروخ "Lijian-1 Y11"، الذي صنعته شركة "CAS Space"، في إيصال جميع حمولاته التسع إلى مداراتها المحددة. وعقب انفصال القمر، أكدت وكالة الفضاء المصرية أن SPNEX بدأ في إرسال الإشارات الأولى، مما يؤكد سلامة أنظمته الموجودة على المتن.
التأثير الاستراتيجي لمصر وأفريقيا
يحمل إطلاق SPNEX أهمية تتجاوز مجرد كونه أداة علمية:
السيادة التكنولوجية: من خلال إدارة الوظائف الأساسية محلياً، تنجح مصر في تقليل اعتمادها على المقاولين الدوليين.
الريادة الإقليمية: تظل مصر قوة مهيمنة في قطاع الفضاء الأفريقي؛ فمن بين 66 قمراً صناعياً أطلقتها الدول الأفريقية حتى الآن، قادت مصر وجنوب أفريقيا والجزائر ونيجيريا الغالبية العظمى منها.
الفوائد الإقليمية: من المتوقع أن تساهم بيانات القمر في تتبع آثار المناخ عبر حوض النيل ومراقبة الاضطرابات الجوية التي تؤثر على شبكات الاتصالات الإقليمية.
تضع هذه المهمة أساساً متيناً للمساعي المصرية المستقبلية في مجالات الاتصالات والملاحة والاستكشاف العلمي للفضاء العميق.
![]() | ![]() | ![]() |
![]() | ![]() | ![]() |





