في مزيج عطوف من التكنولوجيا والرعاية الاجتماعية، قدمت اليابان مقاعد مدفأة تعمل بالطاقة الشمسية في مدن مثل طوكيو وأوساكا. تستخدم هذه المبادرة المبتكرة الطاقة المتجددة لتوفير المأوى والدفء للأشخاص المشردين خلال الليالي الباردة، وتقدم حلاً بسيطاً وفعالاً لحماية الفئات الأكثر ضعفاً من قسوة ظروف الشتاء.
يعكس هذا المشروع التزام اليابان بالحلول المجتمعية المتناغمة والمسؤولية البيئية من خلال التصميم الحضري المستدام.
🏙️ المبادرة: استجابة للتحديات الحضرية
بدأ المشروع في اختبار مواقع مختارة، بما في ذلك الحدائق المركزية في طوكيو والمساحات العامة في يوكوهاما، مستهدفاً بشكل خاص مسألة التعرض للطقس البارد بين السكان المشردين في اليابان.
الميزات الأساسية والآلية
مزيج التكنولوجيا: تستخدم المقاعد الألواح الشمسية المدمجة لجمع الطاقة أثناء النهار. ثم تُستخدم هذه الطاقة لتسخين مواد تغيير الطور (Phase Change Materials)، والتي تحتفظ بالحرارة عندما تذوب وتطلقها عندما تتصلب، مما يضمن توفر الدفء بعد غروب الشمس.
المدة: يمكن للنظام الاحتفاظ بالحرارة وتوزيعها لمدة تصل إلى اثنتي عشرة ساعة دون الاعتماد على الكهرباء الخارجية أو الوقود.
إمكانية الوصول: يتجنب التصميم العوائق الحضرية الشائعة، مثل مساند الذراعين التي تمنع الاستلقاء، مما يجعلها أكثر سهولة لمن هم بلا مأوى مستقر.
التوسع: توسع البرنامج التجريبي، الذي بدأ بالنماذج الأولية في عام 2024، ليشمل عشرات المنشآت بحلول أواخر عام 2025. ويجري أيضاً اختبار مآوي محطات الحافلات المدفأة بالطاقة الشمسية لتعميم الفائدة على المزيد من الأماكن العامة.
يروج هذا النهج لـ الاستدامة البيئية مع توفير إغاثة فورية في المناطق التي قد تكون فيها الملاجئ التقليدية محدودة أو غير متوفرة بسبب قيود السعة أو الوصم الاجتماعي.
⚙️ كيف تعمل المقاعد المدفأة بالطاقة الشمسية
التكنولوجيا وراء هذه المقاعد بسيطة ومبتكرة في آن واحد، ومصممة لتحسين الاحتفاظ بالحرارة والمتانة في مختلف المناخات.
التصميم والتشغيل الفني
ضوء النهار: تحوّل الألواح الشمسية ضوء الشمس الملتقط إلى طاقة، تُخزن في البطاريات أو تُستخدم مباشرة لتسخين مواد تغيير الطور.
الليل: تطلق مواد تغيير الطور الحرارة المخزنة، مما يسمح للمقاعد بالحفاظ على درجة حرارة مريحة، وإشعاع الدفء دون أي مصدر طاقة خارجي.
المواد: تتميز بأسلاك نحاسية لتوزيع الحرارة بشكل متساوٍ، ومصنوعة من مواد مقاومة للعوامل الجوية وتتطلب صيانة منخفضة.
الراحة الحرارية: عمل المهندسون على تحسين الاحتفاظ بالحرارة للوصول إلى درجات حرارة على سطح المقعد تتراوح بين 20 إلى 25 درجة مئوية (68 إلى 77 درجة فهرنهايت)، حتى عندما تنخفض درجات الحرارة الخارجية إلى درجة التجمد. هذا المستوى من الدفء بالغ الأهمية للوقاية من حالات مثل قضمة الصقيع وانخفاض درجة حرارة الجسم.
📈 التأثير على التشرد والاستدامة الحضرية
توفر هذه المبادرة فوائد اجتماعية وبيئية كبيرة، مما يضعها نموذجاً للابتكار الحضري الإنساني.
الأثر الاجتماعي
الحد من المخاطر الصحية: من خلال توفير مساحات عامة مدفأة، توفر المقاعد طريقة كريمة للأفراد للبقاء دافئين، مما يقلل بشكل مباشر من المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض للبرد.
الشمولية: تساعد المبادرة على تعزيز مجتمع أكثر شمولاً من خلال ضمان بقاء المناطق الحضرية مرحبة للجميع.
بوابة للدعم: أفاد الأخصائيون الاجتماعيون أن توفر هذه المقاعد شجع المزيد من الناس على طلب مساعدة أوسع من أنظمة الدعم.
التوافق البيئي
الطاقة المتجددة: يتوافق المشروع مع التزام اليابان الوطني بالطاقة المتجددة ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
قابلية التوسع: تكلفة التركيب المنخفضة تجعل المشروع قابلاً للتوسع بسهولة.
الأهداف الوطنية: تدمج الجهود التكنولوجيا الخضراء في البنية التحتية العامة، مما يدعم هدف اليابان لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
➡️ الاستقبال العام والخطط المستقبلية
كان رد الفعل إيجابياً للغاية، مما يسلط الضوء على نجاح الجمع بين الابتكار والتعاطف.
ردود الفعل العامة: أُشيد بالمقاعد لجمعها بين التطبيق العملي واللطف.
النطاق المستقبلي: يخطط المسؤولون لتقييم فعالية البرنامج التجريبي طوال أشهر الشتاء قبل التوسع إلى مدن مثل كيوتو وناغويا. وهناك إمكانية لتصدير هذه التكنولوجيا دولياً.
الحلول الأوسع: بينما تعد المقاعد مساعدة مؤقتة فعالة للغاية، يواصل المدافعون حث الحكومة على الاستثمار في حلول منهجية للتشرد، مثل الإسكان الميسور التكلفة وبرامج التدريب على العمل.
بينما تقود اليابان الطريق في التصميم الحضري الإنساني، تعمل هذه المقاعد المدفأة بالطاقة الشمسية كنموذج لكيفية استخدام التكنولوجيا لمعالجة القضايا الاجتماعية من خلال مزج التطبيق العملي باللطف.
![]() | ![]() | ![]() |
![]() | ![]() | ![]() |





