في شراكة تاريخية تؤكد السباق المتصاعد في مجال الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، تضع شركة آبل (Apple Incorporated) اللمسات الأخيرة على اتفاقية بقيمة تقريبية مليار دولار سنوياً مع جوجل (Google) التابعة لـ ألفابيت (Alphabet Incorporated) لدمج نسخة مخصصة من نموذج جيميناي (Gemini) للذكاء الاصطناعي في سيري (Siri).
تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى الارتقاء بقدرات "سيري"، مما يتيح تفاعلات أكثر تقدماً ووعياً بالسياق لمستخدمي "آيفون" في جميع أنحاء العالم، وتشير إلى دفع "آبل" بقوة للحاق بركب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي.
📜 تطور "سيري": من مساعد أساسي إلى قوة ذكاء اصطناعي
واجهت "سيري"، المساعدة الصوتية التي تعمل بالصوت من "آبل"، انتقادات في السنوات الأخيرة لتخلفها عن المنافسين في فهم اللغة الطبيعية وحل الاستفسارات المعقدة.
الترقية: يمثل دمج "جيميناي" من "جوجل" ترقية محورية. و"جيميناي" هو نموذج الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط من "جوجل"، القادر على معالجة النصوص والصور والفيديو.
حجم النموذج: ستستفيد "آبل" من نسخة مخصصة من "جيميناي" تتباهى بـ واحد فاصل اثنين تريليون معامل، مما يجعله أحد أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي التي يتم نشرها في الأجهزة الاستهلاكية.
ذكاء "آبل": يعتمد هذا التعاون على "ذكاء آبل" (Apple Intelligence)، وهي مجموعة من ميزات الذكاء الاصطناعي التي كُشف عنها في مؤتمر المطورين العالمي (WWDC) في عام 2024، والمصممة لتعزيز "سيري" بتخصيص أفضل واقتراحات استباقية.
💰 تفاصيل الصفقة: رهان المليار دولار على تآزر الذكاء الاصطناعي
تستمر المفاوضات بين "آبل" و"جوجل" منذ أشهر، مما يحول علاقتهما من شراكة بحث أساسية إلى تعاون حاسم في مجال الذكاء الاصطناعي.
الماليات: ستدفع "آبل" تعويضاً لـ "جوجل" يبلغ نحو مليار دولار سنوياً مقابل الوصول إلى إمكانيات "جيميناي" المتقدمة.
الإطلاق: يُذكر أن الاتفاقية في مراحلها النهائية، ومن المتوقع طرحها في تحديثات نظام التشغيل آي أو إس (iOS) المقرر إجراؤها في عام 2026.
التركيز: تركز الصفقة بشكل مباشر على "سيري"، بهدف دعم "الاختصارات الذكية" والوظائف الوكيلة (Agentic Functions) حيث يمكن للمساعد توقع احتياجات المستخدم وأتمتة المهام عبر التطبيقات.
الرأي التنفيذي: أكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لـ "آبل"، على أهمية هذه الشراكات: "نحن ملتزمون بتقديم أفضل تجارب الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع قادة مثل 'جوجل' يسمح لنا بالقيام بذلك بمسؤولية".
🔑 الميزات الرئيسية وفوائد المستخدم
يعد دمج "جيميناي" في "سيري" بمجموعة من الميزات التحويلية عبر نظام "آبل" البيئي.
اسم الميزة | القدرة والفائدة المتوقعة |
|---|---|
الاستيعاب السياقي المعزز | ستعالج "سيري" المدخلات البصرية والسمعية بشكل أكثر فعالية. يمكن للمستخدم، على سبيل المثال، توجيه كاميرا "آيفون" الخاصة به نحو معلم وطلب تفاصيل تاريخية من "سيري"، حيث يوفر "جيميناي" تحليلاً في الوقت الفعلي. |
الذكاء الاستباقي | ستقدم "سيري" الجديدة "اختصارات ذكية" تتنبأ بالإجراءات بناءً على عادات المستخدم، مثل اقتراح تنظيم قوائم التشغيل أثناء التنقل أو تلخيص مقالات إخبارية مصممة حسب الاهتمامات. |
التوليد الإبداعي | يمكن للمساعد المُرقَّى توليد محتوى إبداعي مثل القصائد أو مقتطفات برمجية مباشرة من الأوامر الصوتية. |
التكامل عبر الأجهزة | تمتد الصفقة لتشمل منتجات "آبل" الأخرى بما في ذلك "آيباد" (iPad)، وكمبيوترات "ماكنتوش" (Macintosh)، ومكبرات الصوت "هوم بود" (HomePod)، مما يضمن تجربة ذكاء اصطناعي موحدة عبر النظام البيئي. |
🛡️ الخصوصية والأمان وتأثير السوق
على الرغم من الإثارة، تثير الشراكة تساؤلات حاسمة تتعلق بخصوصية البيانات واعتماد "آبل" على تكنولوجيا منافس.
ضمانات الخصوصية
طريقة المعالجة: لن يكون لدى "جوجل" وصول مباشر إلى بيانات المستخدم. بدلاً من ذلك، ستتم المعالجة إما على الجهاز أو عبر بنية الحوسبة السحابية الخاصة (Private Cloud Compute) من "آبل"، والتي تقوم بإخفاء هوية الطلبات قبل وصولها إلى نموذج "جوجل".
المخاوف: يجادل النقاد بأن الاعتماد على نموذج "جوجل" قد يُدخل تبعيات خفية، مما قد يعرض المستخدمين لممارسات بيانات "جوجل" بشكل غير مباشر.
المشهد التنافسي
تأكيد "جوجل": بالنسبة لـ "جوجل"، تؤكد الصفقة جاذبية "جيميناي" للمؤسسات ومكانته الرائدة في السوق، بعد عمليات تكامل مماثلة مع شركات مثل سامسونج (Samsung) و ميتا (Meta).
سباق التسلح: يعكس هذا الاستثمار الذي تبلغ قيمته مليار دولار سوق الذكاء الاصطناعي المزدهر. وسيواجه المنافسون مثل مايكروسوفت (Microsoft)، التي تستخدم برنامج كوبايلوت (Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي من "أوبن إيه آي"، و تحسينات أليكسا (Alexa) من أمازون (Amazon) منافسة أشد من "سيري" المعززة بـ "جيميناي".
مع اقتراب الصفقة من الاكتمال، تخطط "آبل" للكشف عن "سيري" المدعومة بـ "جيميناي" في حدثها الرئيسي التالي. لا تعيد هذه الشراكة إحياء "سيري" فحسب، بل تجسد أيضاً المستقبل التعاوني للذكاء الاصطناعي، حيث تتضافر جهود المنافسين لدفع الحدود التكنولوجية.